shimery.com
New Page 1
 
shimery.com



سفارة اليمن بمصر


مقالات                      

تفاصيل المقالة
ديـوان التغريبـة العـربية لعطية فتحي الويشي 
 مقدمات كتب آخرين

    صدر بتاريخ (2007)

الذي سماه التغريبة العربية، أهداه لأستاذه صاحب الفضيلة/ علي أبو شعيشع خليفة، بعد والديه الفاضلين0 فعبر هذا الإهداء عن محتوى ديوانه قبل الإطلاع عليه، تفهمت موضوع الديوان ودلالة نصوصه لإن الهدايا لابد أن تكون محبوبة إلى من تهدى إليه، وأي هدية تتناسب مع صاحب فضيلة وعالم، من تلميذه، وإلى والدين وقورين من ابنهما البار0 إن الإجابة تحمل في تضاعيفها جوهر المحتوى الإبداعي لهذا الديوان0
وأنا وهمومي الوحشيـة
نمشـي سوية
لا أعرف كيف سأبلغ ذاتي ثانية
وأعود لروحي
أترقى بمدارج ربي العلويه
وفي هذا المدخل إلى تغريبة الشاعر/ عطية فتحي الويشي، معالم تحديد المسار الموضوعي للنص الأدبي الشعري لهذا الديوان0
تسابيح خاشعة، وربانية مشبوبة بالحب القدسي، ورجوعيات الأوبة النصوح0
لـم لا يحـن ويرعـوي ؟
فتبـوء نفسي بالذنوب
فربما يبدو لها طوق النجاة ؟!

لكن الشاعر لا يجروء على حركة الخروج التام عن ثياب الخجل التعبيري في إطلاق الأسماء على مسمياتها الحقيقية فهو في مواطن السخرية الهازئة بواقع الحال الاجتماعي يستحيي من تسمية قصيدته " نفـاق" وكالمتبرء من موضوعها كالمكذب بجديته في تقمص معناها الواقعي فيطلق على اسمها (وسواس)0
نافق ودعك من الألى
وانهض
واعلن في الملأ
إني منافق
لكنه أراد السخريه المره من الظلم، والسياسه الهوجائية التي تعتمد القهر والقوة والبطش لرعاياها بدلاً عن إشاعة روح الموده0
وتأتي خواتيم سخرياته صارخه في وجه من أخفاهم في مطالع أبيات قصيدته:
نـافق، وآمن بالزعيم المقتدى
فسواك زنديق ومـارق
وفي قصيدته الاعتراضية (أبو لهب) تتعالى نبرات الغيظ من أشداء البطش في عالم اليوم فيكاشف دون مواربه، ولا تقمص لكنه يتأجج لهباً عند تصاعد الأنفاس الحرى بزفرات الإحباط، وعدم الصبر على تحمل السياط فيتحول آمراً ناهياً وهذا ما حملته قصيدته " قاوم " ويتحول اتجاه النص الشعري إلى زواجر عن الاستسلام، ودعوة صارخة للفداء، ولو بلغ حد الموت
قـاوم وقـاوم لا تسـاوم
وفي ظل السيوف تلتئم الجراح
حتى قال
فحق الله فيك بأن تجاهد كل غاشم
ولا تخـش الحتـوف
فأي ديوان شعري أقدمه للقارئ إذاً إلاً نصوص خاشعة، وتسابيح ضارعة وصيحات مجلجله جراح، وجارح، جلاد، ومجلود، ظالم، ومظلوم0
دعوه للرفض، وللتمرد على الظلم، نفير، مزمجر، في مسامع الجمهور، وتعالى معي لقراءة قصيدته (نداء الخالدين) التي هاج فيها الشاعر وماج، ودعى للتجلد للجهاد0
ويخرج مع (أريحا) مدينة المصالحة، والنفور والغضبه الحاقده من ترجمة معناها العبري في قاموس الأضداد العربية في عصر الإنهزام0 وكل قصائد هذا الديوان محاريب خاشعة ومنابر حاشدة بالعبروالنفير0 ولا تغيب الخطابية الندائية من فصل الخطاب على منبر الدعوة الصارخ في وجه الأحزان
يا أمـة صيحاتها
كخوار ثور أبيض
يـوم الذبيحـة
لكن ما أشجاعاطفتي إنسانية هذا المؤمن وحبه وغرامه في المسار الصحيح، فعالم المرأة، وشجون العاطفه لها في شعره نصيب وقد أهداها شعراً واضح المعاني، ووصفاً مباشراً كدلالة على إنسانية الشاعر الذي لم يتجمد في عروقه تيار الحب والعاطفه رغم همومه، واحتراق لحظات دقائق عمره في معاناة بادية على كل نصوصه0
والوفاء لحاملي رايات التنوير في جيله، ورواد عصره دعاة الربانية، ومعالم التمسك0 أشعل عدداًُ من قصائده وموارد عطائه مدحاً، ووفاءً، ورثاءً0 ونخلص من قراءة هذا الديوان عن شاعر محب لما عليه حاله، وشعر لا شيطان له فطوبى له من شاعر، ونعم النصوص المنزهه عن الهيام في كل واد0
فتحية لك شاعري الصادق مع النفس، والفكر، والمبادئ0

د0 عبد الـولي الشميـري
رئيس مؤسسة الإبداع للثقافة والآداب والفنون-صنعاء
رئيس منتدى المثقف العربي-القاهرة

 
  رجوع 
shimery.com
مقالات | ألبوم الصور | مؤتمرات | لقاءات صحفية | نشاط ثقافي
لمراسلة موقع السفير راسلنا علي
info@shemiry.com